حصلت معي منذ سنوات فاردت مشاركتكم بها ^^ كنت حينها في سن الثمان سنوات او اكثر بقليل بينما كانت اختاي في سن السادسة عشرة و الخامسة عشرة. انا جزائرية الاصل لكنني اقطن بتونس, و لكن حدث طارئ جعل والدي يذهبان الى الجزائر و يتركانني في صحبة اختي و جدتي. كنا قد اتممنا بناء المنزل منذ اشهر و كان كبيرا مقارنة ببيتنا القديم لذلك كنت اخشاه.
المهم, اتصلت اختاي بصديقة لهما لتبيت الليلة عندنا. كانت ليلة ممطرقة مبرقة مرعدة, و لم نجد شيئا اكثر اثارة من مشاهدة فلم مرعب. نامت جدتي و تركتنا نخارب الارق الذي اجمد اجفاننا بسبب الفلم, و وسط هذا الجو المتوتر اقترحت علينا صديقة اختي ان نلعب اويجا (Ouija ) لعبة استحضار الارواح فوافقنا
بحماسة. احضرنا ورقة كتبنا فيها احرف الابجدية و الارقام و كلمتي نعم و لا, انرنا شمعتة ووضعناها في كأس ثم احضرنا اقدم عملة تمكنا من ايجادها, تبادلنا النظرات لنعرف من ستبدأ, لكن الصديقة اخبرتنا ان علينا جميعا اللعب معا. ما ان لامست اناملنا القطعة النقدية حتى انطفأت الانوار فرمت بها اختي ابنة الخامسة عشرة و اخذت في البكاء, لكن اختي التي تكبرها بسنة هدأتها و اخبرتها ان عليها اخفاء خوفها حتى لا تلبسها الارواح, ثم استعانت بضوء هاتفها لتحظر القطعة النقدية. تحلقنا حول الورقة مستعينات بضوء الشمعة ثم وضعت كل واحدة اصبعين على القطعة و قالت اختي تلك الجملة الشهيرة"esprit espra si tu es là sort ici" (ايتها الارواح لو كنت هنا اضهري نفسك" ثم قالت صديقتها "هل انت موجود؟" لتتحرك القطعة النقدية نحو كلمة نعم, تجمد الدم في عروقي و رمقت الجميع كي اعرف ان كانت احداهن حركتها عن قصد لكننا تاكدنا جميعا انها تحركت وحدها حين راينا الخوف في وجوه بعضنا البعض, انا كنت ابكي و اختاي تتهمان بعضهما بينما تكونت حبات عرق على وجه صديقتهما الشاحب.. كفكفت دموعي و طلبت منهن ان نواصل اللعب.. و بالفعل لمسنا القطعة مجددا, فقلت "هل انت ميت؟" لتتحرك مجددا نحو كلمة نعم. قالت اختي الكبرى "كم عمرك؟" فتحرك الدينار نحو رقم اربعة, فسألته صديقتنا عن اسمه لتتحرك القطعة ببطئ نحو الاحرف M E D لنعرف ان اسمه محمد.. جمعت اختي ابنة الخامسة عشرة شجاعتها و سإلت "كيف متت؟" لتتحرك الدينار نحو الاحرف F I R E مكونة كلنة نار فعلمنا انه مات احتراقا. بدت الدهشة على محيا اختنا الكبرى ثم اخبرتنا بقصة ابن استاذتها الذي توفي منذ اشهر, كان اسمه محمد و كان عمره اربع سنوات في تلك الحادثة, و قد قيل انه كان يلعب بعلب بنزين فابتل, و لشدة خوفه من بطش ابيه و عقاب امه فقد ذهب امام المدفأة ليجفف نفسه فاحترق و لم يفطن له احد لانه كان في الدور السفلي من البيت بينما الخادمة تنظف الدور العلوي ووالداه في العمل. امسكت حينها القطعت النقدية و سالت "هل هذه قصتك؟" فتحركت بتلقاء نفسها نحو كلمة نعم, ثم ابرقت السماء و اقشعرت اجسادنا لدوي الرعد الذي تلاه صوت بكاء لم نتمكن من ادراك مصده تزامن مع نزول قطرتي ماء من اعلى الحائط امامنا, و لشدة فضولي تذوقت احداهما لاجدها مالحة كماء البحر فاستنتجت اختي انهما دمعتان. اخذت اختي في الصراخ حين سماعها ذلك فاتت جدتي و اخبرتنا ان كل ذلك كان من نسج خيالنا.. تمت ^^


